الـــى مـتى الغـفــلــة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله جميعا احبتنا في موقعكم باب التوبة اسال الله العظيم ان ينفعنا واياكم بكل علم نافع وان يوفقنا لكل عمل صالح يحبه ويرضاه الى متى الغفله ؟ قال تعالى (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) سافرنا وجربنا الغربة عن بلادنا وبمجرد ماندخل تلك البلده تقع اعيننا على اللوحات الارشادية اليس كذلك ؟ وربما نتصل ونتواصل مع اهل هذه البلده ممن يعرفها جيدا حتى يرشدونا لمانريد هل منا من يريد الوصول الى مبتغاه سيتجاهل هذه الارشادات وهذه التوجيهات ؟ لاوالله في وظائفنا نظام لانخالفه ولا نتاخر عليه في الطرق ونحن في سيارتنا اذا راينا صاحب السلطة من شرطة او مرور لانخالف مخافة عقاب او دفع ضريبة الطلبة في مدارسهم لايتاخرون عن موعد الحضور لان هناك نظام مفروض لايستطيعون تهميشه يا أحبة اذا كانت هذه الارشادات وهذه الانظمة تتعلق بامور دنيا وحرصنا عليها اشد الحرص على ان لا نضيع ونتوه عن الطريق الصحيح الموصل للنجاح وخفنا من عقاب بشر ومسؤول ودفع مال زائل لامحاله وحرصنا على دار فناء وزوال فكيف بامر الخلود والحياة الابدية ؟ كيف بامر عظيم جنة او نار ؟ اين حرصنا على ارشادات ماخلقنا من اجلة ؟ (وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون) اين قلوبنا اذا قرأنا القران كلام رب العالمين هل نحن ناخذ بكل ارشاد وتوجيه فيه ونعمل سريعا حتى لاتضيع دنيانا واخرانا ؟ نقف في الصلاة ونسمع الامام يقرأ اعظم كلام نحضر المحاضرات ونسمع المواعظ كم من الكلمات التي سمعنها من غيرنا وقرأناها بانفسنا هل تغير الحال ؟ هل عملنا بما جاء ؟ قرانا انه هدى ورحمة وتبياناً لكل شئ وصدقنا به فاين العمل ؟ قال تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) فهل نحن كذلك وهل هذا الشعور عندنا ؟ متى نفيق متى نعود متى تتحرك القلوب متى نخشع ونتغير ؟ قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) اي والله لابد من المحاسبة وقبل فوات الاوان قال تعالى (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) قال تعالى (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها) ويوم القيامة ماذا سوف يكون حال من لعب اليوم وغفل ؟ والسعيد والله من بادر وسارع الى ماامره الله ووقف عند كل ماناه الله عنه قال تعالى (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) يااخوة عتاب اليوم وان نرفع اصواتنا ونغضب على انفسنا وحالنا مع الغفله اهون بكثير ولايقارن بالوقوف يوم مقداره خمسين الف سنة في تلك الاهوال التي يشيب منها الوليد وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) فالنعاتب هذه النفس ولننظر ماقدمنا لذلك اليوم العظيم ولنعد للسؤال جوابا ولنستعد للوقوف امام الله فوالله سيندم اناس ولكن لن ينفع في تلك الساعة ندم وغضبنا على حالنا اليوم مهما بلغت شدته فهو جدا قليل امام ماسيلقاه الغافل من ندم يوم القيامة ليس الفوز والله بان تكون اليوم باعلى المراتب ولا ان تكون اغنى الناس ولا ان تركب افضل السيارات ولا ان تكون في افضل وظيفه لا الفوز بان بان تكون من السائرين الى الله كما امرك العظيم الفوز بان تكون من اهل السنة المتمسكين فيها وتسير على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم الفوز بان تكون من اهل القران بان تكون من اهل القيام من اهل الجماعات في المساجد من اهل الخير اينما كنت في سرك وعلانيتك حتى لو كنت لاتملك قوت يومك فانت والله فائز بتوجهك لله جل في علاه كيف كانت حياة من هو افضل منا جميعا يخرج من بيته ولايخرجه الا الجوع صلى الله عليه وسلم يخرج صحابته ليلا ولا يخرجهم الا الجوع فهل اثر ذلك على تمسكهم بحبل الله ؟ هل اثر على تقربهم لله بالنوافل كيف بالواجبات والفرائض ؟ لايتركون صغيره ولاكبيره رضي الله عنهم الا سالوا عنها وتمسكو بها وهم على تلك الحال واليوم والله المستعان الا من رحم الله اشتغلنا بامورالدنيا واصبحت همنا فنحن نغضب اذا دخلنا البيوت ولم نجد الاكل ونغضب اذا تاخر الراتب الشهري ونغضب اذا فاتنا شئ من امر الدنيا ونغضب اذا لم نجد الوظيفه او لم نجد الزوجه ولم يتقدم لنا زوج او لم نجد مانريد في دنيانا واذا تفكرنا وراجعنا انفسنا لوجدنا ان سبب كل مانحن عليه من حال هو من انفسنا ولا نغضب اذا اخرنا صلاة الفجر الى بعد الشروق ولانغضب اذا وقعنا بالتقصير ولانغضب اذا اكتشفنا اننا نسير بالطريق الخاطئ ولانغضب اذا راينا منكر امامنا فاما ننكر او نهرب من هذا المكان الا من رحم الله تعالى ماذا غيرت فينا صلاتنا اليوم ؟ نقرا في كتاب الله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر هل نهتنا عن الفحشاء والمنكر ؟ هل نحن على معاصي قبل ان نصلي وبعد الصلاة نقف ونتوب ونعود ؟ ام انها حركات نقوم بها فقط وعادة يومية ؟ ونعود لما كنا عليه وربما اكثر بعدها ؟ اين تعظيمها في حياتنا واستشعار الوقوف بين يدي الله العظيم قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ارحنا بها يابلال راحة طمانينة سكينة فهل نحن نرتاح فيها ؟ بعض الناس والله المستعان اليوم اذا دخل وقت الصلاة بحث عن اسرع المساجد اقامة وصلاة وربما دخل وهو في اخر ركعه ولم يكن همه الصف الاول ولا تكبيرة الاحرام المهم نؤدي الصلاة لماذا العجله ؟ نسال الله ان يعفو عنا ********** متى يصلح الحال ؟ متى نرى النصر على الشيطان والنفس والهوى والدنيا ؟ نبحث عن النصر والتمكين والفلاح والنجاح للامة ولانفسنا ونحن مازلنا غافلين مازلنا مخطئين مصرين مازلنا نسير بالطريق الخاطئ والمصيبة الاكبر اننا نعترف بهذا الخطا ؟ هل ننتظرساعة الفراق والندم ومغادرة الدنيا وانتهاء الفرصة ؟ قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللَّه، ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون، وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول: رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين، ولن يؤخر اللَّه نفساً إذا جاء أجلها، والله خبير بما تعملون } وقال تعالى { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال: رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت. كلا إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون، فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون، تلفح وجوههم النار، وهم فيها كالِحُون. ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون } الفرصة قائمة يااحبة وباب التوبة مازال مفتوح فلندخل قبل ان تقبض هذه الارواح ونغادر دار الفناء الى دار البقاء فإما يقال ابشر بروح وريحان ورب راض غير غضبان او... ياويلها اين يذهبون بها اما عمل صالح واما عمل سئ اما امن في يوم الفزع الاكبر او خوف وهلع وندم وحسرة فلنسارع لنسارع فهي ايام وربما لحظات قال تعالى{ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين. قال: إن لبثتم إلا قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون، أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون } لنكن من اهل العمل الطيب المبارك لنجد مايسرنا يوم القيامة قال تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37) اخيرا لنترك لوم الناس لنترك اتهام الناس لنترك عتاب الناس لنترك الاشارة بالبنان للناس ولنشير من الان على انفسنا ونسارع بالعلاج والتصحيح لنسارع الى مانحن نريد ونطلب وهي المغفرة والجنة زادنا في طريقنا الى الاخرة القران العظيم والسنة الطيبة كن غريبا بين الناس بتمسكك اليوم بالسنة والالتزام والاستقامة فانت اليوم غريب وغدا سعيد باذن الله تعالى الطريق يحتاج الى عمل ومزيدا من المجاهدة والصدق والعاقبة طيبه باذن الله قال تعالى ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) اسال الله تعالى ان يجعل هذه الكلمات حجة لنا لاعلينا وان يرزقنا بعد قرآئتها التوبة الصادقة النصوح ونفوز بعدها بالمغفرة والرحمة وسعادة الدنيا والاخرة جهد بشري من فقير للرحمن ان اصبت فيه فمنه سبحانه وان اخطات فمن نفسي والشيطان والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبة اجمعين

مقالات ذات صله